Worldwide Locations:

الضريبة البيئية: طريق مصر إلى اقتصاد أكثر اخضرارا

تتخذ مصر خطوات مهمة نحو رعاية الاقتصاد الأخضر ودعم الاستدامة البيئية. ويتجلى هذا الالتزام من خلال مجموعة شاملة من الحوافز الضريبية التي تهدف إلى تشجيع الاستثمارات في مشاريع الهيدروجين الأخضر. وقد تم الكشف عن هذه الحوافز مؤخرًا [اصدار قانون رقم 2 لعام 2024، مما يؤكد التزام مصر بالطاقة الخضراء والتنمية المستدامة.

ثورة الهيدروجين الأخضر

يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي غالباً ما يوصف بأنه مصدر الطاقة في المستقبل، باستخدام التحليل الكهربائي، وهي عملية تسخر مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين. تتمتع حاملة الطاقة النظيفة والمتعددة الاستخدامات هذه بالقدرة على إحداث ثورة في العديد من الصناعات مع تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير. تدرك مصر الإمكانات التحويلية للهيدروجين الأخضر وتتخذ خطوات جريئة لتصبح رائدة عالميًا في هذا القطاع المزدهر.

الريادة في مجال الحوافز الضريبية

وفي قلب التحول للهيدروجين الأخضر في مصر توجد حوافز ضريبية سخية تهدف إلى جذب المستثمرين المحليين والدوليين. وتعكس هذه الحوافز، التي تم الكشف عنها خلال مؤتمر اسطنبول، التزام مصر الثابت بالتنمية المستدامة والطاقة الخضراء.

الإعفاءات الضريبية

  وقد قدمت الحكومة المصرية إعفاءات ضريبية كبيرة، تتراوح من 33% إلى 55%، تنطبق على الدخل الناتج عن مشاريع الهيدروجين الأخضر التي سيتم إطلاقها خلال السنوات الخمس المقبلة. وتهدف هذه الإعفاءات إلى خلق بيئة مالية مواتية للمستثمرين، مما يعزز النمو السريع في قطاع الهيدروجين الأخضر.

الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة (VAT).

  ومن السمات البارزة لبرنامج الحوافز في مصر الإعفاء من ضرائب القيمة المضافة لكل من الإنتاج والمواد الأساسية اللازمة لمشاريع الهيدروجين الأخضر. وتتوافق هذه الخطوة الإستراتيجية تمامًا مع رؤية الحكومة لتقليل الحواجز المالية وتعزيز الجدوى الاقتصادية للمساعي الخضراء. ومن خلال إلغاء الأعباء الضريبية، تسعى مصر إلى وضع نفسها كنقطة جذب لاستثمارات الهيدروجين الأخضر.

التعهد بالمضي نحو الاستدامة

 تعهدت مصر بتوجيه ما يقرب من 50% من استثماراتها العامة نحو المشروعات المستدامة والمتجددة. ويؤكد هذا الالتزام التزام الدولة بالإشراف البيئي وعزمها على مواءمة الآليات المالية مع الممارسات المستدامة.

المبادرات الخضراء العالمية

وتمتد تطلعات مصر الخضراء إلى ما هو أبعد من حدودها، مع المشاركة الفعالة في المبادرات الخضراء العالمية. ومن الجدير بالذكر أن برنامج “نوف” يركز على تمويل الأمن الغذائي، والتحول إلى الطاقة النظيفة، وتنمية قطاع المياه، مما يعكس التزام مصر بالتنمية المستدامة.

علاوة على ذلك، دخلت مصر في الأسواق المالية العالمية، وأصدرت سندات “الباندا” في السوق الصينية وسندات “الساموراي” في السوق اليابانية. وقد أدت هذه الجهود بشكل جماعي إلى جمع أموال كبيرة مخصصة للاستثمارات الصديقة للبيئة. وحصلت الدولة أيضًا على ما يقرب من 1.5 مليار دولار من التمويل من المؤسسات الدولية، مما يعزز التزامها بأهداف تغير المناخ في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

الحاجة الملحة لتمويل المناخ

على الرغم من حالة عدم اليقين العالمية، كان هناك انخفاض كبير في الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، ليصل إلى انخفاض بنسبة 66٪ في عام 2022. ويعزى هذا الانخفاض إلى حالة عدم اليقين في المشهد الاقتصادي العالمي. وتحتاج أفريقيا إلى استثمارات سنوية تتجاوز 277 مليار دولار لتحقيق أهدافها المناخية لعام 2030، في حين تبلغ الاستثمارات الحالية 30 مليار دولار فقط. وهذا يؤكد الحاجة الملحة لزيادة تمويل المناخ ويسلط الضوء على الآثار الاقتصادية للتحول الأخضر.

الخاتمة

وفي الختام، تمثل المجموعة الشاملة من الحوافز الضريبية التي تقدمها مصر والمصممة خصيصًا لمشاريع الهيدروجين الأخضر خطوة كبيرة نحو مستقبل مستدام وواعي بيئيًا. ولا تؤكد هذه الحوافز على التزام مصر بالطاقة الخضراء فحسب، بل تظهر أيضًا نهجها الاستباقي في مواءمة الأدوات المالية مع الممارسات المستدامة.

ومن خلال تخفيف الأعباء الضريبية والسعي بنشاط إلى التعاون الدولي والتمويل، تضع مصر نفسها كقائد بارز في التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء. وتعد الدولة بمثابة نموذج للدول الأخرى الملتزمة بالاستدامة البيئية، مما ينير الطريق نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة. إن رحلة مصر، من عجائبها القديمة إلى ثورتها الخضراء الحديثة، هي شهادة على قوة الرؤية والالتزام والابتكار في تشكيل غد أكثر اخضرارًا واستدامة.

 للرد على اي استفسار قم بملء النموذج او تواصل معنا على  info@eg.andersen.com

Written By

Sohila Mahmoud - Transfer Pricing Lead

إرسل لنا رسالتك

Posts - Page Form Ar
Newsletter

door